سورة الشعراء - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


قوله تعالى: {وأُزْلِفَت الجَنَّة للمُتَّقِينَ} أي: قًُرِّبَتْ إِليهم حتى نظروا إِليها، {وبُرِّزَت الجَحِيمُ} أي: أُظهرتْ {للغاوين} وهم الضالُّون، {وقيل لهم} على وجه التوبيخ {أين ما كنتم تعبُدون من دون الله هل ينصُرونكم} أي: يمنعونكم من العذاب، أو يمتنعون منه.
قوله تعالى: {فكُبْكِبوا} قال السّدي: هم المشركون. قال ابن قتيبة: أُلْقُوا على رؤوسهم، وأصل الحرف كُبِّبوا من قولك: كَبَبْتُ الإِناء، فأبدَلَ من الباء الوسطى كافاً، استثقالاً لاجتماع ثلاث باءات، كما قالوا: كُمْكِمُوا من الكُمَّة، والأصل: كُمّمُوا. وقال الزجاج: معناه: طُرح بعضُهم على بعض؛ وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب، كأنه إِذا أُلقي يَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مَرَّة حتى يَسْتَقِرَّ فيها.
وفي الغاوين ثلاثة اقوال.
أحدها: المشركون، قاله ابن عباس.
والثاني: الشياطين، قاله قتادة، ومقاتل.
والثالث: الآلهة، قاله السدي. {وجنود إِبليسَ} أتباعه من الجنّ والإِنس. {قالوا وهم فيها يَخْتَصِمُونَ} يعني: هم وآلهتهم، {تالله إِنْ كَنَّا} قال الفراء: لقد كُنَّا. وقال الزجاج: ما كُنَّا إِلا في ضلال.
قوله تعالى: {إِذ نُسَوِّيكم} أي: نعدلِكُم بالله في العبادة، {وما أضلَّنا إِلا المُجْرِمُون} فيهم قولان:
أحدهما: الشياطين.
والثاني: أولَّوهم الذين اقتَدَوا بهم، قال عكرمة: إِبليسُ وابنُ آدم القاتل.
قوله تعالى: {فما لنا من شافِعِين} هذا قولهم إِذا شفع الأنبياء والملائكة والمؤمنون. وروى جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِن الرجل يقول في الجنة: ما فعل صديقي فلان؟ وصديقه في الجحيم، فيقول الله عز وجل: أخرجوا له صديقه إِلى الجنة، فيقول من بقي في النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم». والحميم: القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّك والمعنى: مالنا من ذي قرابة يُهِمُّه أمرنا، {فلو أنَّ لنا كَرَّةً} أي: رجعة إِلى الدنيا {فنكونَ مِنَ المؤمِنِين}. لتَحِلَّ لنا الشفاعة كما حَلَّت للموحِّدين.


قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} قال الزجاج: القوم مذكَّرون؛ والمعنى: كذَّبت جماعةُ قوم نوح.
قوله تعالى: {إِذ قال لهم أخوهم نُوحٌ} كانت الأُخوَّة من جهة النَّسَب بينهم، لا من جهة الدِّين، {ألا تتقون} عذاب الله بتوحيده وطاعته، {إِنِّي لكم رسول أمين} على الرسالة فيما بيني وبين ربِّكم. {وما أسألُكم عليه من أَجْر} أي: على الدعاء إِلى التوحيد.


قوله تعالى: {واتَّبعكَ الأرذلون} وقرأ يعقوب بفتح الهمزة وتسكين التاء وضم العين: {وأَتْبَاعُكَ الأرذلون}، وفيهم ثلاثة أقوال.
أحدها: الحاكَة، رواه الضحاك عن ابن عباس.
والثاني: الحاكَة والأساكفة؛ قاله عكرمة.
والثالث: المساكين الذين ليس لهم مال ولا عزٌّ، قاله عطاء. وهذا جهل منهم، لأن الصناعات لا تضرُّ في باب الدِّيانات.
قوله تعالى: {وما عِلْمِي بما كانوا يعملون} أي: لم أعلم أعمالهم وصنائعهم، ولم أُكلَّف ذلك، إِنما كلِّفتُ أن أدعوَهم، {إِنْ حِسَابُهم} فيما يعملون {إِلا على ربِّي لو تشعُرون} بذلك ما عبتموهم في صنائعهم، {وما أنا بطارد المؤمنين} أي: ما أنا بالذي لا أقبل إِيمانهم لزعمكم أنهم الأرذلون.
وفي قوله: {لَتكونَنَّ من المرجومين} ثلاثة أقوال.
أحدها: من المشتومين، قاله الضحاك.
والثاني: من المضروبين بالحجارة، قاله قتادة.
والثالث: من المقتولين بالرَّجم، قاله مقاتل.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8